كتب لفته عبد النبي الخزرجي :
يستعيد شعبنا ثقته الكبيرة بامكاناته وقدراته ووعيه ، ويتقدم بمشروعه الوطني لبناء دولة المواطنة ، الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة المؤسسات والدستور وحماية القانون . وقد اثمرت حركة الجماهير القوية والتظاهرات الصاخبة المليونية وما تضمنته من شعارات تمثل تطورا نوعيا لافتا في توجهات شعبنا نحو استقطاب اذهان السياسيين بشكل مثير للدهشة ، ومحاصرتهم تماما لاضعاف توجهاتهم المعادية لطموحاته وتطلعاته نحو حياة حرة كريمة خالية من الفساد والمحاصصة وتقاسم الغنائم .
وما كان بامكان رئيس مجلس الوزراء ان يقدم على اجراء الاصلاحات التي حصلت خلال الاسابيع القليلة الماضية لولا الضغط الشعبي والحراك المدني المتواصل والانتفاضة المدنية لعموم شعبنا بجميع مكوناته بحيث اصبح العراق مكونا واحدا تحت راية الدولة المدنية الديمقراطية .
ومع ان العبادي قد رسم ابتسامة فرح طفولي على وجوه المتظاهرين ، الا ان الطموح ما زال في اطار التمنيات .
ولا بد من مواصلة الحراك المدني وبوتيرة متصاعدة وزخم جماهيري متزايد ، ليتم رسم خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل بلادنا ، وطمأنة شعبنا الذي يتطلع لحياة تسودها العدالة الاجتماعية والنظام وسيادة القانون .
نحن الآن في بداية الطريق المحفوفة بالمخاطر ، لان الفساد له أياد من فولاذ ، ومافيات تعج بها البلاد ، وهذا يتطلب من شعبنا مزيدا من الضغط لتقليم اظافر الفاسدين الذين نهبوا ثروات شعبنا خلال سنوات زادت على العقد من الزمن . وقد اصبحت الطريق سالكة نحو الشمس ، النور يخترق سدف الظلام ، والعتمة باتت مهددة بشعاع الشمس ، لم يعد في القوس ثمة منزع ، الشعب يصتع مستقبله مهما كلنت التضحيات .